بقلم ديفيالوك شيتان شارما، نائب الرئيس لمنطقة الهند ورابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي، بيرسون فيو
تشجع الآن العديد من مؤسسات التعليم العالي والجامعات في مختلف أنحاء الهند الشباب على اكتساب معرفة أوسع بالمفاهيم الأساسية مثل التفكير الكمي واللفظي والتجريدي. لا شك أن النتائج الأكاديمية تلعب دورًا في تقييم أداء الطالب، لكن لا ينبغي عدها المؤشر النهائي للمهارات التي يتمتع بها مقدم الطلب ومدى موهبته.
أصبحت اختبارات القبول التنافسية في الهند نوعًا من اختبارات "التصفية" التي تساعد المؤسسات والمنظمات التعليمية على فحص مجموعة كبيرة من المرشحين وتصفيتهم، فقد يُجري مليون طالب اختبارًا، لكن يُقبَل بضعة آلاف فقط منهم في الجامعات استنادًا إلى درجاتهم. يُعَد العديد من هذه الاختبارات التنافسية اختبارات للرفض أكثر من كونها اختبارات للاختيار. ونظرًا إلى ارتفاع عدد المتقدمين ووجود عدد محدود جدًا من المقاعد المتاحة، يواجه الطلاب ضغطًا كبيرًا. لا يمكن للاختبار الذاتي أو اختبار المعرفة العامة في حد ذاته أن يقرر ما إذا كان الطالب قادرًا على تقديم أداء أفضل في تلك المادة المحددة في المستقبل.
يجب التخلص من مفهوم الحفظ عن ظهر قلب والحشو للاختبارات. وهنا تصبح الاختبارات القياسية أكثر فعالية كأدوات للتقييم.
لماذا تُعَد الاختبارات القياسية مهمة للتعليم العالي في الهند؟
بدلاً من الاعتماد على الاختبارات التنافسية وحدها، تتبنى العديد من الجامعات الاختبارات القياسية لتقييم مهارات المرشحين الأفراد وإمكاناتهم بشكل أفضل. وبما أن اختيار الطالب لبرنامج البكالوريوس يؤثر إلى حد كبير في خياراته المهنية لاحقًا، فمن المهم إعداده لنوع مقابلات التوظيف التي سيواجهها عند شروعه في المسار المهني الذي اختاره.
بغض النظر عن مجال التخصص، من المتوقع أن يتمتع المرشحون بمهارات وخبرات تتجاوز امتلاك سجل أكاديمي رائع. تشجع الآن العديد من مؤسسات التعليم العالي والجامعات في مختلف أنحاء الهند الشباب على اكتساب معرفة أوسع بالمفاهيم الأساسية مثل التفكير الكمي واللفظي والتجريدي. تطبق اختبارات القياس النفسي أو اختبارات القدرات (كما هي معروفة أحيانًا) أيضًا هذه المفاهيم، ويستخدمها كبار أصحاب العمل على مستوى العالم بشكل متزايد لقياس السمات بشكل موضوعي مثل القدرات المعرفية للمرشحين، وأنواع شخصياتهم، ومستوى المعرفة، ومهارات الحساب والقراءة والكتابة لديهم. وتدعم الحكومة الهندية أيضًا تنفيذ أطر الاختبار التي تشمل التقييمات القياسية من خلال "سياسة التعليم الوطنية".
ما بعد درجة البكالوريوس ــ فهم طريقة تفكير المرشح
ترتبط شخصية المتقدم ومنظوره الفريد بنهجه تجاه برنامج البكالوريوس أو الدور الوظيفي بقدر ارتباطهما بمعرفته بمجال تخصصه. إن طريقة تفكير المرشح تحدد طريقة تعامله مع التحديات وتكيّفه مع مجموعة متغيرة من الظروف وعمله تحت الضغط.
تتبنى العديد من المؤسسات الأكاديمية التقييمات المستندة إلى الكمبيوتر للحصول على نظرة عامة أكثر موضوعية لملف التعريف النفسي للمرشح ونوعه شخصيته.
مزايا الاختبارات القياسية
لماذا إذن ينبغي للجامعات وغيرها من المؤسسات الأكاديمية الاستثمار في الاختبارات القياسية؟
تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف الرئيسية. لا يمكن تحديد المهارات الخاصة بكل مرشح إلا من خلال الاختبارات التي تجبره على التفكير في ما هو أبعد من الكتب التي قرأها. تمكِّن الاختبارات القياسية المستندة إلى الكمبيوتر المؤسسات من قياس نقاط القوة والضعف لدى المرشحين بناءً على اهتماماتهم ومهاراتهم. إذا تمكن المرشح من تحديد الجانب الذي يحتاج إلى تحسين في مرحلة مبكرة، فإن تكريس الجهود المطلوبة يصبح أمرًا سهلاً. تتمثل الطريقة الأكثر فعالية لتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تحسين في إجراء اختبار قياسي يقيِّم القدرات والتفكير المنطقي والمهارات التحليلية. يستطيع الطلاب اختبار مدى وضوح مفاهيم محددة لديهم، ومن ثَمَّ تحسين فرص نجاحهم الأكاديمي.
طريقة لتحسين المهارات. بغض النظر عن المجال، تظل عملية تحسين المهارات وإعادة تشكيل المهارات من الأمور المهمة لجميع أنواع الاختصاصيين. مع الاختبارات القياسية المستندة إلى الكمبيوتر، من الممكن تحديد الجوانب الرئيسية اللازمة للتحسين بسرعة وسهولة.
تجعل هذه الأنواع من التقييم الطلاب يعتادون على عملية استكشاف المسار التعليمي الخاص بهم – مع إرشادهم إلى المواضيع التي قد تتطلب مزيدًا من الاهتمام، حتى يتمكنوا من تحسين مهاراتهم في هذه الجوانب.
"الاستعداد للاختبار" بشكل أكبر. تعمل الاختبارات القياسية المستندة إلى الكمبيوتر على إعداد الطلاب بشكل أفضل من خلال توجيههم إلى دلائل الدراسة ومواد التحضير المفيدة حتى يكونوا أكثر "استعدادًا للاختبار" وأكثر ثقة. ويمكن أن تساعدهم الاختبارات التدريبية على الحصول على درجات أفضل في الاختبارات الحقيقية.
الاستعداد لعالم التوظيف. يستخدم المزيد من كبار أصحاب العمل على مستوى العالم اختبارات القياس النفسي أو اختبارات القدرات للتوظيف والتعيين. إن التعرف على هذا النوع من أدوات التقييم يمكّن الطلاب من تقديم أداء أفضل في هذه الأنواع من المقابلات بالإضافة إلى إمكانية استكشاف مجموعة أوسع من الفرص الوظيفية، نظرًا إلى أن لديهم خبرة في هذا النوع من التقييم.
تستمر احتياجات كل من الطلاب وأصحاب العمل في التطور. وفي ظل مشهد التوظيف المتغير والعالمي بشكل متزايد، يجب التركيز بشكل أكبر على كيفية تعلم الطلاب. بالنسبة إلى برامج البكالوريوس، يجب أن يكون هناك تحول بعيدًا عن المحتوى، نحو تعليم الطلاب كيفية التفكير النقدي وحل المشاكل الحقيقية التي سيواجهونها في مكان العمل.
ظهر هذا المقال لأول مرة في 22 مايو 2022 في Financial Express، الهند